الدكتورة عائشة الخزرجي : دعم الشيخة فاطمة يعزز دور المرأة الإماراتية

**نور** · 2005-10-29, 10:37

كثيرة هي المعوقات التي تحول دون نجاح المرأة في مجتمعاتنا العربية. ورغم ذلك برزت في عدد منها وجوه نسائية تحدت المعوقات وتجاوزتها.

الدكتورة عائشة بنت الشيخ محمد الخزرجي وجه نسائي إماراتي بارز أثرى مجتمع الامارات بمساهماته الإيجابية وبعطاءاته الأكاديمية والاجتماعية. تعمل د. عائشة مديرة لإدارة مشروعات البحوث الوطنية في وزارة التربية والتعليم ورئيسة لمجلس إدارة مركز غنتوت للاستشارات والمؤتمرات والتدريب.

إنها واحدة من السيدات المدركات للدور المتعاظم لنصف المجتمع في بناء الأوطان فخورة بما تلاقيه مسيرة المرأة من دعم ورعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رائدة العمل النسائي في الدولة، مؤكدة كسب المرأة الاماراتية لمعركة التقدم والتي أثبتت من خلالها أنها لا تقل كفاءة ومقدرة وحماساً لبناء وطنها عن أخيها الرجل.

في ما يلي حوار ذكريات وأفكار مع د. عائشة الخزرجي:

حدثينا عن طفولتك ومن هي الشخصية التي تأثرت بها من أفراد الأسرة؟

- عشت في جو عائلي توافرت فيه مقومات الأسرة العربية المسلمة، التي تنشأ على بر الوالدين، واحترام الأكبر سناً في العائلة، والأكثر تأثيراً في حياتي هو والدي الذي تعلمنا منه وجميع أفراد أسرتي القيم العربية والإسلامية الأصيلة، ولا يعني هذا أنني لم أكن شديدة القرب من والدتي فلها هي الأخرى تأثيرها فيّ. ويمكنني القول إن لفقيد وطننا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله أثر كبير في مرحلة طفولتي ايضاً، فقد تفتحت أعيننا كأطفال على الأنماط القيادية الباهرة لسموه ببساطتها وحرصها ومتابعتها وما يشيع فيها من رحمة وتسامح وخير، فوالدي هو أحد أفراد الأسرة الأكثر تأثيراً عليّ تتلمذ على يد فقيد الوطن، وهو واحد ممن اتخذوه قدوة وقائداً ومعلماً.

وصايا خاصة

ما أبرز ذكريات أيام الدراسة؟

- أبرزها أيام كنت طالبة في المدرسة حيث قام الفقيد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في ذلك الوقت بزيارة لمدرستنا “أم عمار الثانوية” في أبوظبي يومها التقى بنا وقدم لنا وصايا خاصة بأهمية العلم والاجتهاد فيه كسبيل للتقدم وبناء الأوطان.

وكلما تذكرت كلامه في تلك المرحلة المبكرة من عمري، تمثلت أمامي عظمة البناء والإنجازات التي حققها لشعبه، لقد كان سموه أباً للتعليم في الدولة.

والموقف الآخر الذي أتوقف عنده طويلاً وأتذكر عمق معانيه هو قرار سفري إلى الخارج لمتابعة تعليمي العالي، فالكثير من الفتيات من الأسر المحافظة تواجه صعوبة في مثل هذه الحالات، والخيار كان صعباً عليّ للسفر إلى الغرب بمفردي للدراسة بعيداً عن الوطن والأهل، تاركة ما اعتدت عليه من جو أسري داعم ودافئ، وأحمد الله أن الوالد حفظه الله كان أكثر تقدمية من رجال هذه الأيام فقد شجعني وأزال من نفسي الكثير من المخاوف والقلق وكانت الثقة التي منحني إياها وأسرتي مسؤولية دفعتني إلى المثابرة وتوجت جهودي بنيل شهادة الدكتوراه.

تنظيم الوقت

كيف توفقين بين عملين، الوظيفة ونشاطك كسيدة أعمال وهل يؤثر ذلك سلباً على علاقاتك الاجتماعية؟

- بطبيعة الحال لهذا التعدد تأثير على الحياة الشخصية وقد يحد من فرص تطوير وإدامة العلاقات الاجتماعية المألوفة في مجتمعنا غير أنني أجد بديلاً في علاقات العمل التي لا تخلو من جوانب إنسانية واجتماعية وبطبيعة الحال أنا كسيدة أعمال أعيد ترتيب أولوياتي، وأنظم وقتي بشكل جيد واعتمد على المستويات الأدنى التي تعمل معي للتخفيف من الأعباء والتقليل من الضغوط التي تحاصر وقتي وحياتي، وعموماً لكل شيء ثمن وليست كل علاقاتنا الاجتماعية مطلوبة وضرورية، وهناك الكثير من الوقت نهدره في حياتنا على القيل والقال ومن الطبيعي أن نضحي به دون أسف. كما ان النجاح المهني والاجتماعي يعوض المرء عن بعض العلاقات الاجتماعية التي قد يقصر بها.

فرصة للتأمل

كيف تستقبلين الشهر الفضيل؟

- إن لشهر رمضان أجواءه الخاصة طبعاً، وهو بالنسبة لي مناسبة مهمة لتخفيف الكثير من أعباء الحياة اليومية، وتوفير جو مختلف من السكينة والراحة النفسية، واغتنام الفرصة المباركة لمزيد من العبادة حيث ان حياتنا اليومية أصبحت عموماً محمومة كثيراً، وغدونا نركض ركضاً في هذا المجتمع، وعندما يأتي رمضان فإنه يكون بالنسبة لي على الأقل فرصة لالتقاط الأنفاس والتأمل والعودة إلى بعض الأجواء الروحية التي أصبحنا نفتقدها مع الأسف.

هناك عادات غذائية خاطئة ترتبط بشهر رمضان كيف تنظرين إليها؟

- توجد عادات مؤسفة حقاً فالمفترض أن يكون الصوم ترويضاً للنفس الإنسانية وكبحاً لشهواتها ورغباتها التي لا تنتهي غير أننا نجد في هذا العصر الاستهلاكي ان المسلمين عموماً ينفقون في رمضان على طعامهم ضعف ما ينفقونه في الأيام العادية، وهذا أمر غريب بالفعل، ويقول أصحاب علم النفس الاستهلاكي إن المرء عندما يتسوق وهو جائع فإنه يشتري كل ما تقع عليه عيناه من أطعمة، والصائم عندما يتسوق يشعر بأنه يشتهي كل ما يراه، وبالتالي فهو يشتري من دون أي تفكير عقلاني، والحل طبعاً هو بالعودة إلى معاني الصيام الحقيقية. إن مناسبة رمضان جديرة بأن نغتنمها للتخلص من نمط الحياة الاستهلاكية والطعام الكثير، لا أن تكون مناسبة لمضاعفة ذلك الاستهلاك.

الغلاء

ما رأيك بموجة الغلاء التي تجتاح الأسواق وترتفع أكثر في الشهر الفضيل؟

- ان الكثير من الشركات الخاصة تقوم باستغلال هذه الموجة من الشره للشراء فترفع أسعار سلعها في هذا الشهر، وهذا ما نراه واضحاً في أسواقنا، والحل برأيي أن تتدخل الدولة بحزم لمنع مثل هذا الاستغلال وألا تتخلى الدولة عن دورها في هذا الأمر بحجة حرية السوق وبحجة أن آليات العرض والطلب هي التي توازن الأسعار فهذه سياسة خاطئة تماماً، فالحقيقة أن من يقومون برفع الاسعار يحتكرون الكثير من السلع وهذا مناقض لمبدأ حرية السوق التي تفترض قدراً معقولاً من المنافسة.

ما العادات التي تتصف بها الأسرة الاماراتية خلال شهر رمضان في الماضي والحاضر؟

- لقد تغيرت كثيراً طبيعة الأسرة الاماراتية وطريقة تلقيها لشهر رمضان، وتفاعلها مع أجوائه وطقوسه، وربما كان أسلوب الحياة السريعة وانشغال الرجل وأحياناً المرأة بالعمل قد أثر في طريقة تفاعلنا جميعاً مع هذا الشهر الفضيل، ففي الماضي كان الشهر مناسبة لكثير من اللقاءات العائلية وجمع شمل الأسرة الممتدة التي لا تقتصر على الاخوة والاخوات بل تمتد لتشمل الأعمام والاخوال والعمات والخالات، ولا ندري إن كان ما نحس به هو نوع من الحنين إلى الماضي والتحيز إليه، ولكنني أشعر أن رمضان كان يشيع بركة أكبر ومحبة أشمل وأعمق مما نراه اليوم.

كيف تكيف المرأة الاماراتية وقتها بين العمل والبيت في الشهر الفضيل؟

- المرأة مجاهدة في شهر رمضان، وهي مجاهدة حتى لو كانت جليسة البيت لأن أعباء الأسرة غالباً ما تكون عليها وهي مجاهدة مضاعفة، إذا كانت امرأة عاملة فهذا يضاعف من مسؤوليتها وتعبها، وليس صحيحاً أن الخادمات يمكن أن يسددن الفراغ، فهناك الكثير من الأمور التي لا يمكن تركها للخدم، وخاصة في شهر رمضان.

عادات سيئة

على ماذا تحرصين في رمضان وما العادات السيئة التي تنزعجين منها؟

- انني أحرص على ألا يكون هذا الشهر شهر كسل كما يفهمه البعض فقضاء يوم الصيام نوماً يذهب حقيقة معنى الصيام، وربما يذهب أجره أيضاً، ولذلك أحرص على أن يكون يومي منتجاً في رمضان كما هو في غيره، وقد كان المسلمون الأوائل يضاعفون العمل في رمضان ويمكنك أن تلاحظي أن الكثير من المعارك في التاريخ العربي كانت في رمضان فلماذا نجعل من رمضان اليوم مناسبة للنوم والتهرب من العمل؟

أما التلفزيون فالحقيقة ان الحركة الفنية في مصر وسوريا وغيرهما أصبح رمضان بالنسبة لها بمثابة مهرجان للمسلسلات والبرامج وأصبحت تتسابق لتقديم جديدها خلال هذا الشهر وقد أدت المبالغة في ذلك إلى سأم الجمهور وفقدان شهيته على المتابعة نتيجة تعدد القنوات وتضارب البرامج، خاصة وأن المشاهد يعلم أن هذه المسلسلات والبرامج ستتم إعادتها لاحقاً بعد شهر رمضان.

دعم ورعاية

كيف تقيمين دخول المرأة الاماراتية سوق العمل، وما النجاحات التي حققتها في هذا المضمار؟

- المرأة الاماراتية حققت منجزات مهمة جداً في العقود القليلة الماضية، وأثبتت أنها لا تقل كفاءة وقدرة وحماساً لبناء بلدها عن الرجل ولا ننكر أنه لا يزال هناك بعض القيود التي هي ترسبات من القديم الذي يتشبث ويحاول عرقلة التقدم، ولكن عموماً كسبت المرأة الاماراتية معركة التقدم، وذلك عندما كسبت معركة التعليم في البداية، ولعلك تلاحظين أن فتياتنا يتفوقن على الشباب في مجال التعليم، ولا بد أن ينعكس ذلك لاحقاً على تعزيز دور المرأة أكثر فأكثر، يضاف الى ذلك كل ما تلاقيه مسيرة المرأة من دعم ورعاية من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رائدة العمل النسوي في الدولة.

البحث العلمي

ما أبرز الانشطة التي تشهدها الدولة في مجال البحث العلمي، وما رأيك في نصيبه من الاهتمام من قبل المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، وهل هناك تمويل كاف له؟

- أفضل عدم الحديث عن هذا الموضوع لأنه موضوع يجلب الحزن والأسى، فنحن العرب لا نهتم بالبحث العلمي، ولا ننفق عليه ولا نستثمر فيه مع شديد الأسف، ولعل هذا يعد أحد الأسباب الرئيسية لتخلفنا عن ركب الأمم عموماً، ولا تتوافر الاحصاءات تحت يدي الآن، ولكن إذا ما نظرنا إلى العدو “الإسرائيلي” مثلاً لوجدنا الفارق الشاسع بين ما ينفقه العدو على البحث العلمي وما ينفقه العرب، ويكاد يكون مستوى انفاقنا على البحث العلمي هو الأقل عالمياً بين الشعوب، ربما باستثناء دول وسط افريقيا الفقيرة.

ما أهمية البحث العلمي في حياة الشعوب والدول؟

- أهميته أن أي تقدم حقيقي لا يمكن أن يبنى إلا على قاعدة علمية راسخة ورصينة والبحوث الأكاديمية النظرية والتطبيقية يمكن أن يجري تجريبها في المختبرات والمصانع والورش لقياس مدى قابليتها للتطوير والتطبيق وإلا فإننا سنستمر في استيراد التكنولوجيا من الخارج، والعيش عالة على الآخرين، وعدم المشاركة في دفع عجلة التقدم في العالم، وإذا كنا قادرين اليوم على دفع ثمن هذه التكنولوجيا فمن قال إننا سنستطيع دفع ثمنها مستقبلاً؟ وهل نقبل على أنفسنا أن نكون الطرف المتلقي دائماً؟

تحضر الشعوب

ما معيار تحضر الشعوب وأين نحن منه؟

- هناك معايير كثيرة لتحضر الشعوب وهي تستخدم في وكالات الأمم المتحدة مثلاً، كمستوى الدخل ونسبة الوفيات ومعدل الأعمار ومدى توافر الخدمات العامة ومستوى التعليم ومقدار إنتاجية الفرد وغير ذلك من الأمور والمعايير المادية التي يمكن قياسها وتقديرها بدقة، غير أن هذه المقاييس والمعايير تنتج أيضاً أموراً أخرى، فدرجة التحضر لا يمكن قياسها بدقة كمدى الاحترام لإنسانية الإنسان وحقوقه ودرجة الاستقامة والنزاهة، ومدى انتشار الحريات وغير ذلك، أما بالنسبة لمكاننا نحن فالحمد لله ان دولة الامارات تتقدم سريعاً في مجالات التحضر المختلفة، وقد غادرت بالفعل منظومة الدول النامية وفق الكثير من المعايير، بينما لا نزال مطالبين بالعمل أكثر في بعض المجالات الأخرى.

هل لديك وقت فراغ وكيف تستفيدين منه وما أبرز هواياتك؟

- تعودت منذ صغري قضاء ساعات طوال في القراءة ولاتزال هذه المتعة ترافقني حتى يومنا، واستفيد من وقت فراغي بعد الايفاء بمتطلبات العمل في قراءة الكتب لأنني أرى أن الكتاب أداة رئيسية للثقافة وغالباً ما اقرأ أكثر من كتاب في وقت واحد، وحسب الحالة التي أكون فيها، وأحب قراءة السير الذاتية لأنها تعطيني خلاصة تجارب الآخرين، إلى جانب كتب التاريخ والسياسة والأدب.

جريدة الخليج

الموضوع: الدكتورة عائشة الخزرجي : دعم الشيخة فاطمة يعزز دور المرأة الإماراتية

أدوات الموضوع

عرض

الدكتورة عائشة الخزرجي : دعم الشيخة فاطمة يعزز دور المرأة الإماراتية

المزيد من آخر المواضيع من نفس القسم:

المواضيع المتشابهه

«الفاو» تثمن جهود الشيخة فاطمة في دعم مسيرة المرأة الإماراتية

الملحق الياباني يشيد بدور الشيخة فاطمة في نهضة المرأة .....أطال الله في عمرها

الإمارات تستعرض جهود الشيخة فاطمة لنصرة قضايا المرأة

إشادة بدور الشيخة فاطمة في دفع مسيرة المرأة الإماراتية

السويدى: دعم الشيخة فاطمة يعزز نهضة المرأة العربية