مَن أرادَ عُلُوَّ بُنيانه فعليه بتوثيق أَساسِهِ

**بنت أبوها2008** · 2009-09-21, 22:05

قال الإمام العلامة شمس الدين ابن قيم الجوزية
رحمه الله تعالى
في كتابه البديع ( الفوائد ) ص214-215 :

-----------------------------------

(( مَن أرادَ عُلُوَّ بُنيانه فعليه بتوثيق أَساسِهِ وإِحكامِهِ وشدّةِ الاعتناءِ به فإن البنيانَ على قَدْرِ توثيق الأساس ِوإِحكامِهِ .

فالأعمالُ والدرجاتُ بنيانٌ وأساسُها الإيمانُ، ومتى كان الأساسُ وثيقاً حَمَلَ البنيانَ واعتُليَ عليه ، وإذا تهدّم شيءٌ مِن البُنيان سَهُلَ تداركُهُ، وإذا كان الأساسُ غيرَ وثيقٍ لم يرتفعِ البُنيان ولم يثبت ، وإذا تهدّم شيءٌ مِن الأساسِ سقط البنيانُ أو كادَ .

فالعارف همتُه : تصحيحُ الأساسِ وإحكامُه ، والجاهلُ يرفعُ في البناء عن غير أساسٍ ، فلا يلبثُ بنيانُه أن يسقطَ ، قال تعالى :

( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) .
...
فاحملْ بُنيانَكَ على قوةِ أساسِ الإيمانِ ، فإذا تشعّثَ شيءٌ من أَعالي البناءِ وسطحِهِ كان تدارُكُه أسهلَ عليكَ من خرابِ الأساسِ .

وهذا الأساسُ أمرانِ :

الأول : صحّةُ المعرفةِ باللهِ وأمرِهِ وأسمائِهِ وصفاتِهِ .

والثاني : تجريدُ الانقيادِ له ولرسولِهِ دون ما سِواهُ .

فهذا أوثقُ أساسٍ أَسَّسَ العبدُ عليه بنيانَه ، وبحسبِهِ يعتلي البناءَ ما شاءَ .

فأَحكِمِ الأساسَ واحفظِ القوّةَ ، ودُم على الحِمْية ، واستفرِغ إذا زاد بكَ الخِلطُ ، والقصد القصد ، وقد بلغتَ المرادَ ، وإلا فما دامتِ القوّةُ ضعيفةً والمادةُ الفاسدةُ موجودةً الإستفراغُ معدوماً :

فاقْرَ السَّلامَ على الحياةِ فإنها ... قد آذَنَتْكَ بسرعةِ التّوديعِ ! )) .

أهـ بتصرف

الموضوع: مَن أرادَ عُلُوَّ بُنيانه فعليه بتوثيق أَساسِهِ

أدوات الموضوع

عرض

مَن أرادَ عُلُوَّ بُنيانه فعليه بتوثيق أَساسِهِ

المزيد من آخر المواضيع من نفس القسم:

المواضيع المتشابهه

مـــــــن آوى محـدثـــــــــــــا فعليه لعنة الله ....ولا يقبل منه الله صرفا ولا عدلا

( من سب اصحابي فعليه لعنت الله والملائكه والناس اجمعين )