1 8 8

:

  1. #1

    25 - 09 - 2005
    6,133





    - - .
    ɡ .
    . .
    .
    . .
    . . ѡ .
    ɡ ( ) (- 21) .
    .
    ( ) ( ) (-1) . ( ).
    () (/ ) .
    .
    ǡ . .
    ѡ ɡ ͡ ѡ .
    ( ͡ ɡ ǡ ɡ ..) ( 1380 ܡ 188).
    ( ) (ޡ 1401 ܡ 281).
    ( ) ( 1383 ܡ 50).
    ǡ .
    . .
    Acetyl Choline Epinephrine .
    . .Dunber 1946 P.P. 161- 175) (Squier - . ( 1970 97).
    . .
    . . .
    . . ɡ . . ( 1986 139 - 140) .
    ɡ ( ) - 21 .
    ǡ . .

    .. :
    :
    :



  2. #2

    25 - 09 - 2005
    6,133

    و تؤثر العاطفة السرية تأثيراًً كبيراً وفعال على نمو الطفل في جميع جوانب النمو. وهنا نشير إلى أهم تلك الجوانب و أكثرها أهمية في نمو الطفل، وهي:
    أولاً: النمو الحركي:
    يشير Hurlock في كتابه تطور الطفل ان النمو والتطور الحركي يسهــم في جوانب عديدة في التكيف الذاتــي والاجتماعـي الأمثل للطفـــل.
    ومن تلك الجوانب:
    1- يسهم بدور كبير في تقبل المجتمع للطفل.
    2- توفير أجواء من المرح والسرور حتى عندما يكون الطفل وحيداً.
    3- التطور الحركي يقود إلى تطوير مشاعر الأمن الجسمي والنفسي عند الطفل.
    4- المساعدة في تطور صحة جيدة عند الطفل.
    5- التخلص من الطاقة الزائدة والتوتر والإحباط.
    6- المساعـــدة فـــي تطويــــر استقــلال الطفــل واعتمـــاده علـى نفســه (Hurlock،1981، P.19)
    والسلوك الحركي بالرغم من اعتماده الكبير على عمليات النضج إلا انه يتأثر كذلك بنوع استجابة البيئة لتلك الحركات التي يقوم بها الطفل فالحركة من الممكن ان تضمحل أو لا يعاد التمرين عليها إذا وبـّخ الطفل من قبل والديه أثناء قيامه بتلك المهارة الحركية، وكذلك فإن عدم حصول الطفل على التعزيز المتوقع نتيجة قيامه بحركة صعبة قد يؤدي إلى عزومه عن معاودة تكرارها مرة ثانية نتيجة إهمال الوالدين أو عدم التفاعل معه بجدية وحماس.
    وبالرغم من أن هناك عوامل أخرى تؤثر على النمو الحركي لدى الطفل إلا اننا نستطيع أن نبيّن أن العاطفة التي تشيع في أسرة الطفل وعلى الأخص العاطفة الزوجية والعاطفة الأمومية تلعب دوراً كبيراً وقد تكون السبب الغير مباشر الذي يؤدي إلى السبب المباشر المؤدي إلى عوق النمو الحركي مثل الغذاء.
    فالغذاء ركن أساسي للنمو الجسدي للطفل وهو المصدر الأول لإمداد الطفل بالطاقة اللازمة لمختلف نشاطاته وحركاته.
    ففي دراسة لريبل شملت ستمائة رضيع وجدت الباحثة أن الأمهات اللواتي يفتقدن إلى العاطفة الأمومية وإلى الاستقرار الانفعالي الأسري يعجزن على أن يقدمن أمومة سليمة لأطفالهن. وهذا من شأنه ان يؤدي إلى نمطين عنيفين من الاستجابات عند الرضع. هما الخلفة Negativism ويتميز بالامتناع عن الامتصاص وفقدان الشهية وارتفاع ضغط الدم وتصلب عضلات الجسم وحبس الأنفاس والتنفس السطحي غير العميق والإمساك، وأما النمط الثاني فهو النكوص أو الارتداد Regression ويتميز بالهدوء الاكتئابي وفقدان الميل إلى الطعام، والنوم الذي هو أقرب إلى الغيبوبة، وفقدان العضلات لقوامها الطبيعي وعدم انتظام التنفس والاضطرابات المعدية والمعوية من قبيل القيء والإسهال (كونجر،1970، ص197).
    والأم التي لا تتمتع بعاطفة أسرية صحيحة وكما أشار إليها المنهج الإسلامي التربوي في صورتها المتكاملة بأنها منبع المودة والمحبة والاستقرار والأمن قد تكره ما تنطوي عليه العناية بالطفل من مشقة ومعاناة وما يترتب على ذلك من رعاية وواجبات.
    ويرى كونجر وآخرون أن هذه الكراهية قد تتبدى في تناول الرضيع بخشونة وغلظة، أو من إيقاف عملية التغذية من قبل أن يحصل الطفل على الإشباع، أو في أن يترك الطفل للبكاء فترة طويلة من قبل أن يقدر له الغذاء. في أمثال هذه الحالات، يخبر الطفل شيئاً من الألم وشيئاً من اللذة مرتبطين بإمارات الأم وبمنبه الجوع، فإن كانت منبهات الألم تتكرر بدرجة كافية ولفترة طويلة من الزمن ترتب على هذا أن تصبح الأم إمارة ذات قيمة سلبية ورمزاً للألم لا للذة. ولما كان الكائن العضوي (الطفل) يستجيب استجابة فطرية للألم هي الابتعاد عنه وتجنبه، فإن الطفل قد يتعلم استجابة الابتعاد عن الأم لا التوجه إليها.
    ويخلص كونجر وآخرون إلى أن موقف التغذية هو موقف اجتماعي تتكون فيه الاتجاهات الأساسية نحو الأم. وهذه الاتجاهات أما أن تكون إيجابية أو سلبية أو مزيجاً متصارعاً من الإيجابية والسلبية وذلك بحسب مقدار العاطفة بين الأم وطفلها(كونجر، 1970، ص 201).
    وكذلك فيما يتعلق بنظم أوقات النوم وغيرها من المؤثرات التي تؤثر بصورة مباشرة في النمو الحركي لدى الطفل حيث نجد أن العاطفة الأسرية تلعب دوراً مهماً جعل تلك العوامل والمؤثرات المباشرة مساعدات على نمو سليم ومعافى لنمو الطفل.
    هذا من حيث نوعية العاطفة الأسرية أي كأن تكون إيجابية فتفيض بالمودة والحب والطمأنينة والأمن أو تكون سلبية فتشيع القلق والتوتر والكراهية بين أعضاء الأسرة الواحدة.
    أما من حيث كميتها فقد لوحظ أن الطفل الأول يكون أكثر تقدماً في الجانب الحركي من إخوانه الذين يولدون فيما بعد. فقد وجد مثلاً أن الطفل الأول يحصل على درجات أعلى من الأطفال الذين يولدون بعده عند قياس تطورهم الحركي بمقياس ((بيلي)) الحركي Bayley Motor Scale وعزا الباحثين تفوق الطفل الأول في التطور الحركي إلى الفرصة الكبيرة التي توفر له الاتصال بالوالدين أكثر من غيره. والاستفادة من اهتمامهما وانتباههما اللذين لا ينازعه فيهما منازع. فمن المعروف بشكل عام أن الأمهات يمضين وقتاً أطول مع الطفل الأول مما يفعلن مع الأطفال الذين يولدون بعد ذلك. ولا شك أن هذا العامل يعتبر عاملاً مهماً من العوامل التي تساعد في تسهيل التطور الحركي، ولا يصح إغفال أثره على الإطلاق (حسان، 1989، ص 184).
    ثانياً: النمو الانفعالي:
    يعرف الانفعال بأنه حدوث استجابة فسيولوجية على شيء من الشدة كأن تكون زيادة مفاجئة من ضربات القلب، أو تعرق شديد أو انقباضات تقلصية لعضلات الجهاز الهضمي، أو ازدياد ضغط الدم أو توتراً في الجهاز العضلي أو إفراز لهرمون الأدرينالين وغيرها. بحيث يحدث هذا الارتباط مع شيء داخلي من قبيل الحاجة أو الصورة البصرية أو الفكرة أو شيء من المنبهات الخارجية. والاسم الذي نخلعه على الانفعال مثل حينما نقول انفعال الخوف أو الغضب أو الفرح يتحدد بحسب محتوى الصورة البصرية أو طبيعة الحاجة الداخلية أو ما يدل عليه معنى المثير الخارجي المؤدي لذلك الانفعال.

  3. #3

    25 - 09 - 2005
    6,133

    وأهم المظاهر الانفعالية التي يعانيها الأطفال هي:
    الخوف:
    وأهم مظاهره توتر في عضلات المعدة وشعور بالضيق والتوتر وهو أكبر عائق يقف في سبيل نموهم الصحي النفسي السليم. وللآباء تأثير كبير في تعلم هذا الانفعال، فبالرغم من أن بمقدورهم أن يساعدوا أطفالهم بالتغلب على مخاوفهم إلا أنهم في الوقت نفسه يكون لهم دور سلبي باعتبارهم مصدراً أساسياً لتلك المخاوف.
    لقد أجريت العديد من البحوث وبيّنت أن الخوف مكتسب. والأطفال يتعلمون الخوف في محيط الأسرة وهم يبدون استعداداً قوياً لالتقاط مخاوف آباءهم. ويبدو هذا واضحاً في مخاوف مثل الخوف من الكلاب، والحشرات والعواصف والرعد. (Hagman، 1932، P. 110).
    وهناك طريقتان تنتقل بها مخاوف الآباء إلى الأبناء الأولى وهي التوحد أو التماهي حيث يقوم الطفل بتقليد أو ادخال خوف والديه بصورة لا شعورية.
    أما الطريقة الأخرى فهي التعلم الاجتماعي حيث يقوم الطفل بتقليد سلوك والديه في انفعال الخوف بوعي وشعور. فالأم التي تخاف زوجها ويتحول هذا الخوف إلى سلوك ذي مظاهر واضحة ومؤثرة على الطفل فإن الطفل قد يخاف والده أيضاً إذا قلّد سلوك أمه وبذلك يغدو الأب موضع خوف وموضوع منفر ينتج عنه سلوكيات خاصة تمثل الموقف الجديد للطفل تجاهه.
    القلق:
    إن جذور القلق توجد دائماً في العلاقات التي تقوم بين الأطفال ووالديهم في المراحل المبكرة من حياة هؤلاء الصغار. فحينما تتذبذب العاطفة الأسرية بين الوالدين والطفل أو تضمحل فعندئذ قد يستخدم الآباء العقاب القاسي أو يقيّمون الطفل تقييماً سلبياً أو يقرّعونهم على كل ما يصدر منهم وحينما يكون اتجاه الوالدين في تنشئة أبنائهم بهذا الشكل فإن الاحتمال الأكبر أن يصاب الأبناء عندئـــذ بالقلق. فإن القلـــق الذي يترتــب على مثل هــذه المعاملـــة السيئة يمكن ان ينقلب إلى خوف مقيـــم واضطراب مزمن (إسماعيل، 1986، ص 254).
    ثالثاً: النمو الاجتماعي:
    التنشئة الاجتماعية هي العملية التي عن طريقها يسعى الآباء إلى إحلال عادات، ودوافع جديدة محل عادات ودوافع كان الطفل قد كوّنها بطريقة أولية. فالآباء يهدفون من خلالها إلى جعل أبناءهم يكتسبون أساليب سلوكية يرضى عنها المجتمع وتتقبلها الثقافة المحلية التي ينتمون إليها. أما أكثر الطرق استخداماً في اكتساب ألوان جديدة من السلوك فهي طريقة الثواب والعقاب وطريقة الملاحظة وطريقة التقليد. وهذه الطرق أو العمليات ليست مستقلة الواحدة منها عــن الأخرى بل هي على العكس متداخلة، وتكمل كل منها الأخرى.
    إن تقبّل الأم للطفل شرط ضروري لتنشئته تنشئة اجتماعية فعالة. ولنتوقـّف قليلاً أمام مصطلح التقبّل الذي يتكرر بصورة كبيرة جداً في أدبيات التربية وعلم النفس. ولنلقي نظرة سريعة على حيثيات هذا المفهوم في المنهج الإسلامي التربوي.
    فالأم لا تستطيع أن تقبل طفلها إذا كانت هي نفسها لم تتقبّل ذاتها وشخصيتها وكينونتها، وفاقد الشيء لا يعطيه، لذا حرص القرآن أن يعيد للمرأة ومنذ عصر الجاهلية الأولى كينونتها التي سلبت سواء عن طريق التخلف الحضاري أم التخلف الفكري حتى استوى الأمر عند بعضهم إلى عقد مؤتمر في فرنسا عقد سنة 586 م يبحث عن كينونة المرأة : أتعد إنساناً أم غير إنسان؟ (طبّارة، 1981، ص 357).
    فتكوينياً اعتبر الإسلام المرأة أحد العنصرين اللذين يكونان المجتمع، قال تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء) (النساء - 1).
    واجتماعياً حرر الإسلام المرأة من النظرة الدونية التي كان ينظر بها المجتمع إليهــــا معتبراً ذلك انحراف اجتماعـــي وحكــــم خاطئ، بقوله تعالى (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب، ألا ساء ما يحكمون) النحل (58 - 59).
    وسياسياً منحها حق البيعة وهو من الحقوق السياسية المهمة في الإسلام في قوله تعالى (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك علىأن لا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم) (الممتحنة - 12).
    ووضعها أمام مسؤوليتها الإنسانية في بناء المجتمع وتقويمه كما في قوله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله) (التوبة - 71).
    ودينياً هي إنسان مكلّف بكل الواجبات وله كل الحقوق، وإيمانها هو المعيار الأساسي الذي يتم من خلاله تقييمها بقوله تعالى (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) (النساء - 124).
    فتقبّل المرأة لذاتها جانب مهم وله تأثير كبير في عملية تقبّلها لطفلها لكنه ليس الجانب الأوحد فهناك أيضاً جنس الطفل، حيث الميل الشائع لدى الآباء هو الحصول على طفل ذكر، ويتحول هذا الميل إلى ضغط نفسي كبير حينما تلد المرأة مواليد إناث، فتنفـّس عن ذلك الضغط النفسي من خلال السخط على هؤلاءِ الإناث الوليدات لا لسبب سوى نقمتها عليهن إنهن لسنَ ذكوراً وقد عالجت الآيتان (8-9) من سورة النحل هذا الموضوع، وفي السنة النبوية ومآثر الأئمة المعصومين ودروسهم التربوية ما ألّف في الكتب والبحوث في تناول هذا المجال. وهناك جانب آخر يتعلق بتقبـّل الأسرة لطفلها هي صعوبة الحياة ومتطلباتها الكثيرة مع ندرة فرص العمل وقلة الأجور مقارنة بغلاء المعيشة وعدم توفر السكن الملائم. وقد كانت صورة هذه الحالة متضخمة ومتجسدة بأقصى درجاتها في الجاهلية كما جسدتها هذه الآية المباركة (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيرا) (الإسراء - 31).
    وإذا كان الوأد يمارس على الطفل نتيجة ظروف الحياة الصعبة آنذاك فإن نبذ الطفل وحرمانه عاطفياً وعدم تقبله أسرياً هو وأد نفسي يمارس ضد الطفل وضد مستقبله في الحياة.
    بل أن هذا الحرمان العاطفي هو أشد من وأد الأطفال في الجاهلية لأنه يؤدي إلى أن يتحول الطفل إلى كائن عدواني مضاد للمجتمع وخطراً على أسرته والإنسانية.
    ففي دراسة لسيموندز بيّن خصائص الشخصية والتوافق الاجتماعي لمجموعتين الأولى تتكون من (31) طفلاً منبوذاً أي لا يتقبله والديه ولا يرتبطون معه بعاطفة أسرية سليمة. وتتكون الثانية من (31) طفلاً مقبولاً أي يرتبط به والديه بعاطفة أسرية سليمة. والأطفال المنبوذون هم أولئك الذين أخفقت أمهاتهم وآباءهم في توفير الرعاية المناسبة لهم والحماية والعطف. ولقد زاوج بين المجموعتين وساوى بينهما في الجنس والعمر والصف المدرسي والخلفية الاجتماعية والاقتصادية والمستوى العقلي.
    ولقد أظهر الأطفال في المجموعة المقبولة سلوكاً مقبولاً من الناحية الاجتماعية بدرجة أكبر، وكانوا أكثر تعاوناً، ووداً، وأمانة، واستقراراً من الناحية الانفعالية، وحزماً وسروراً. أما الأطفال في المجموعة المنبوذة فكانوا غير مستقرين انفعالياً، وذوي نشاط زائد، وكانوا يسلكون أنواعاً من السلوك تستهدف جلب انتباه الآخرين. وكانوا على وجه العموم أكثر حنقاً على السلطة بما في ذلك والديهم، وأكثر تمرداً د النظم الاجتماعية والقواعد. ولقد أظهروا اتجاهات جانحة واضحة، وأكثروا من الكذب والهروب من البيت، والسرقة التشاجر (Symonds، 1939).
    فالأطفال في الأسر التي يسودها عدم التوافق والانسجام بين الزوجين وتكثر فيها المشاكل الزوجية يتحملون احباطات ومضايقات كثيرة ولا تشبع حاجاتهم في كثير من الحالات إلا من خلال سلوك متطرف كالعدوان العنيف، والخضوع التام، والأعراض العصابية. وفي ظل هذه الظروف يثاب السلوك غير المتوافق اجتماعياً وغير الناضج، مباشرةً ويتم تعلمه.
    وبما أن هؤلاء الأطفال يتقمصون ويقلدون شخصيات والديهم فيحتمل أن يختاروا بعض أنماط سلوكهم غير المتوافق وغير السليم اجتماعياً. ولهذا فقد تفسـّر الأعراض العصابية للأطفال ومشكلاتهم السلوكية على أنها نتائج للبيئة المنزلية، أو على نحو أكثر تحديداً، لنقص الدفء الانفعالي، ونقص النماذج الجيدة التي يتمثلها أو يتقمصها. وقد تكون هذه المتغيرات مقدمات هامة للسلوك الجانح فيما بعد (كونجر، 1970، ص 489).
    وفي جانب آخـــر تلعب حرارة العاطفة الأسرية دوراً هاماً في نمو شخصيـــة الطفـــــل وخصائص السلــوك الاجتماعي ففي بحث قامـــت بـــه (بومرنيد) وجدت أن الأطفال الذين يتميزون أكثر من غيرهم بالاعتماد على النفس والضبط والاستقلالية، هم أولئك الذين يقوم آباءهم بممارسة الضغط عليهم، ويطلبون منهم أداء واجباتهم دون أن يغفلوا عن إشعارهم دائماً بحرارة العاطفة نحوهم، وتقبلهم كما هم وتشجيعهم باستمرار في كل مرة ينجحون فيها بأداء واجباتهم (Baumrind، 1967، PP. 43 - 88).
    رابعاً: النمو العقلي:
    هناك عدة جوانب تتعلق بالنمو العقلي منها ما هو فسيولوجي وتؤثر فيه العاطفة الأسرية بصورة غير مباشرة من خلال الغذاء والنوم وإجهاد التوترات الانفعالية. ومنها ما هو نفسي ويتعلق بالعلاقة بين الحرمان العاطفي للطفل والتحصيل الدراسي. ومنها ما يتعلق بالذكاء وسوف نلقي عليه بعض الضوء خلال الأسطر التالية.
    والذكاء هو حدة الحواس التي يتزود بها الإنسان حسب تعبير جالتون Galton وعرّفه وكسلر Wechsler بأنه المقدرة الكلية للفرد الإنساني على التصرف الهادف والتفكير العاقل والتعامل الكفء مع البيئة (حسّان، 1989، ص 301).
    وتلعب العاطفة الأسرية دوراً كبيراً في تنمية الذكاء لدى الطفل من خلال توفير الالعاب التي تتناسب ومرحلته العمرية وقضاء وقت معين مع الطفل وتشجيعه على اللعب وحل المشكلات التي تعترض طريقه، وإجابته على الأسئلة التي يطرحها، وإغناء لغته بالحديث معه بلغة معبرة ثرية في وصف البيئة والحوادث بصورة صحيحة، ولا بأس من توفير فرص متعددة للاكتشاف والتعلم حتى عن طريق المحاولة والخطأ وإقران كل ذلك بالحنان والعطف والمحبة مع حزم وتعزيز. كل هذا يساعد الطفل على التفكير الدقيق المحدد وهو من أهم القدرات العقلية ويخلق في نفسه حب العلم واستطلاع المحيط وتكوين أهداف جيدة تحفزه على المثابرة من أجل تحصيل دراسي جيد.
    وكاتجاه عام لدى أغلب الأسر فإنها تولي الطفل الأول من الحب والرعاية الشيء الكثير كذلك فإنه يحصل على اهتمام كامل دون مشاركة أحد معه بينما حينما تتعدد الولادات داخل السرة يتغير الوضع كثيراً. وقد وجد أحد الباحثين Zajonc إن هناك علاقة كبيرة بين ترتيب الطفل في العائلة وبين الذكاء والقدرة العقلية حيث توصّل إلى أن هناك علاقة عكسية بين ترتيب الطفل ومستوى ذكاءه وعلل هذه النتيجة بأمرين الأول المستوى العقلي للأشخاص الذين يتفاعل معهم في الأسرة وهم الأب والأم فقط، والأمر الثاني هو قيام الطفل الأول بتعليم إخوانه الأصغر سنـّاً مما يوفر له فرصة سانحة لتطوير قدراته وإمكانياته العقلية (Zajonc، 1975، PP. 37 - 43).

  4. #4

    25 - 09 - 2005
    6,133

    خامساً: النمو اللغوي:
    أشرنا من قبل أن الأسرة هي العامل الأساسي في تشكيل سلوك الطفل والعامل الأكثر أهمية في رعاية نموه اللغوي. فأول حافز صوتي للطفل هو صوت النطق البشري. ويستجيب الطفل للأصوات البشرية منذ الأشهر الأولى بما يمتلكه من قدرات على التمييزات الإدراكية الصوتية المطلوبة والضرورية لاكتساب اللغة، فيبدأ بمحاكاة ما ينطق به من يحيطونه ولذلك يلعب الأبوان دوراً مهماً في زيادة عدد الأصوات التي يطلقها الطفل من خلال الاستجابة للأصوات التي يطلقها الطفل إضافة إلى تدعيمها باستمرار من خلال إشباع حاجاته وتكرار الأصوات التي يحدثها، وتشجيعه على إحداث الأصوات والتلفظ بالكلمات والتفاعل بينهما من خلال الحياة اليومية.
    كذلك تشجيع الطفل على أن يكون مصغياً جيداً وتشجيعه على الكلام والتعبير الحر الطليق وعدم الإلحاح في تصحيح أخطاءه اللغوية في بداية مشواره اللغوي. وتشجيعه على سماع اللغة كتلاوة القرآن والقصائد الشعرية والقصص والخطب من الناس أو من مصادر أخرى كالمذياع والتلفزيون والحاسوب … الخ وتوفير مثيرات ثقافية وفكرية تساعده على النمو اللغوي والفكري والاجتماعي كالمجلات والكتب والقصص التي تخص الأطفال.
    إن طبيعة العلاقات الأسرية تلعب دوراً حاسماً في النمو اللغوي للطفل حيث يرى (يات) أن العلاقات الأسرية الجيدة وخاصة علاقة الأم بالطفل سواء في مرحلة اللغة أو مرحلة ما قبل اللغة تعتبر عامل أساسي لنمو التكوين الرمزي والاكتساب الناجح للغة، وأن تذبذب هذه العلاقة يؤثر في عملية تعلّم اللغة وبالمقابل فإن العلاقات الأسرية التي تخلو من العاطفة وتفتقر إلى عناصر ديمومتها في تقبـّل الطفل والحنو عليه ورعايته قد لا تؤدي إلى تخلّف لغوي فقط بل تقود أيضاً إلى اضطرابات الكلام، مثل التلعثم والتأتأة والتلفظ غير الواضح، ويلاحظ أن العديد من الحالات الشديدة للتأتأة تظهر عند الأطفال الذين تتسم علاقاتهم الأسرية بالتوترات الانفعالية (Hurlock، 1978، P. 83).
    فالنمو اللغوي يتأثر بمدى اختلاط الطفل بأعضاء أسرته من خلال التفاعل الأسري الصحيح وذلك لاعتماد النمو اللغوي على تقليد لغة الكبار والتي من خلالها يكتسب الطفل مهاراته اللغوية (السيد، 1974، ص 49).
    كذلك وجد براون أن تقبل الطفل والاهتمام به وتخصيص وقت كافي للحديث معه ومشاركته لهوه وإجابته على استفساراته وأسئلته تؤثر على نمو الطفل اللغوي وتجعله أوفر حظاً في اكتساب مفردات ومهارات لغوية جديدة وسليمة (Brown، 1964، P. 73).
    وكما وجدنا في جوانب النمو الأخرى أن كمية العاطفة التي تبرز من خلال عاملي عدد الأطفال في الأسر وترتيب ميلاد الطفل تلعب دوراً حاسماً في النمو اللغوي حيث وجد أن الطفل الوحيد في الأسرة يكون نموه اللغوي أسرع وأحسن من الطفل الذي يعيش بين أخوته من الأطفال لاحتكاكه أكثر بالراشدين وهذه النتيجة تنسحب على الطفل الأول الذي يعيش في أسرة صغيرة. وقد فسرت أسباب تقدم الطفل الوحيد في الأسرة في نموه اللغوي إلى أنه يأتي من خلال توفر فرص أكبر للارتباط بالراشدين (الأم والأب) ويتمتع بخبرات أوسع وفرص أكثر للتدريب على استخدام اللغة كما أن الطفل الذي لا يشاطره أحد في الإصغاء إلى أمه قادراً على التكلم بسرعة يلاحظ عليه نمو أسرع في لغته (Hurlock، 1978، P. 89).
    وتؤثر العاطفة الأسرية بصورة غير مباشرة على النمو اللغوي من خلال تأثيرها الفعال على الحالة الانفعالية للطفل كما بيّنا ذلك في النمو الانفعالي حيث وجـــد أن النضج الانفعالي وثباته يسهل على الطفل تعلم الكلام، فالأطفال الذين يعيشون بأمان وسعادة بعيدين عن القلق يتكلمون أحسن من الأطفال الذين يعانون حالات انفعالية سلبية وذو شخصيات واضحة التمييز عن غيرها بسبب تخلفها فذلك يعرقل نموهم اللغوي (هرمز، 1989، ص 141).
    كذلك لاحظ الباحثون أن الطفل الذي ينمو في بيئة تفتقر إلى العاطفة الأسرية كالمياتم والملاجيء ودور اللقطاء ومعاهد الأطفال يكون تخلفهم اللغوي كبيراً وتتصف معظم عمليات اللغة لديهم بصفة عامة بالتأخر، وقد يلازم هذا التأخر الطفل مدى الحياة.
    وقد يشعر الطفل أن العاطفة الأسرية التي تغذيه مهددة بالانقطاع مع ولادة طفل آخر أو نتيجة لتجاوزه مرحلته العمرية فقد يلجأ إلى وسيلة إطالة مدة طفولته ومحاولة الاحتفاظ باهتمام الأم أو الوالدين أطول مدة ممكنة من خلال التشبث بالأسلوب الطفولي في اللغة مما يؤدي إلى تعطل نموه اللغوي.
    وتشير (مكارثي) إلى أن بعض صعوبات النطق مثل تأخر الطفل في الكلام أو اللجلجة أو عدم وضوح الحروف أو الكلمات أو عدم القدرة على القراءة، كل ذلك يمكن أن يكون نتيجة لمشكلات انفعالية كفقدان الشعور بالأمان، وقد يكون السبب في فقدان الشعور بالأمان نتيجة توتر العلاقة بين الطفل والأم أو الشعور بالنبذ من قبل الوالدين أو المستوى العالي في التحصيل الذي يفرضه الأبوان ويعجز الطفل عن الوصول إليه. إضافة إلى عدم استقرار العاطفة بين الوالدين والطفل خلال الفترات الحرجة لتعلم اللغة أو التوتر بسبب الغيرة بين الأخوة والأخوات (هرمز، 1989، ص 163)
    وعلى العمـــوم فقـــد لوحظ أن اضطرابات الكلام تكون شائعة بصـــورة خاصـــة:
    في الأسر التي يعاني فيها أحد الأبوين من حالة عصبية.
    عندما تكون العلاقة بين الأبوين والطفل ضعيفة.
    في الأسر التي يكون فيها الطفل مهملاً.
    في الأسر التي ينتقد فيها الطفل ويطعن بصورة مبالغ فيها.
    ويـــرى العديـــد من الباحثيـــن أن السبب النفســي العام لعيوب الكـــلام يعـــود إلى :
    العصبية والتوتر الانفعالي، حدة مشاعر الطفل، رغبة الطفل في جلب انتباه العائلة، قلق الطفل نتيجة شعوره بالخيبة والحرمان (هرمز، 1989، ص 167)، وكما نلاحظ فإن تلك الأسباب ترتبط بصورة قوية بالعاطفة الأسرية.
    __________________________________________________ _____________________
    المصادر العربية
    القران الكريم
    1- إسماعيل،محمد عماد الدين وإبراهيم، نجيب اسكندر ومنصور،رشدي فام.كيف نربي أطفالنا :التنشئة الاجتماعية للطفل في الأسرة العربية.القاهرة، دار النهضة العربية،1974 م.
    2- إسماعيل،محمد عماد الدين.التعلم. بيروت،دار الشروق،ط2، 1984م.
    3- إسماعيل،محمد عماد الدين.الأطفال مرآة المجتمع ـ النمو النفسي والاجتماعي للطفل. الكويت،المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب،سلسة عالم المعرفة ع 99/ سنة 1986م
    4-الحراني.تحف العقول.النجف الأشرف، المكتبة الحيدرية،الطبعة الخامسة،1380 هـ.
    5- حسان،شفيق فلاح.أساسيات علم النفس التطوري0 بيروت، دار الجيل،ط1، 1989 م.
    6- الشماع،صالح.ارتقاء اللغة عند الطفل من الميلاد إلى السادسة.القاهرة،دار المعارف 1962 م.
    7- الصدوق.من لا يحضره الفقيه.بيروت،دار صعب،1401 هـ.
    8- طباره، عفيف عبد الفتاح. روح الدين الإسلا مي، بيروت، دار العلم للملايين،ط 21، 19م
    9- كونجر،جون وآخرون،سيكولوجية الطفولة والشخصية.ترجمة احمد عبد العزيز سلامة وجابر عبد الحميد جابر.القاهرة،دار النهضة العربية،1970 م.
    10- النوري.مستدرك الوسائل.طهران،المكتبة الإسلامية،1383 هـ.
    11- هرمز،صباح حنا.سيكولوجية لغة الأطفال.بغداد،دار الشئون الثقافية،ط 1،1989م

    المصادر الاجنبية:
    1-Baumrind D.ChiId Care Practices. Genetic PsychoIogg
    2-Brown،R.&BeI Iugi،V. Three Process in the chiId.s acquisition of syutax. Harvard Ed. Rev. 1964.
    3-BuhIer،C.،smitter،F.،&Richardson،S.ch:Idhood brobIems amd the teacher.New York:HoIt،1952.
    4-EscaIona،S.EmotionaI Dere Iopment in the first year of Iife.In Senn،M.J.E.(Ed).Sixth con ference on probIems of infancy amd chiIdhood.Josiah Macy.Jr.Faundation،1953،PP.11-92
    5-Hagmam،R.R.Astudy of fears of chiIdren ofpreschooI age.JournaI of experimentaI education،1932.1:PP.110-130.
    6-HurIock،E،B. chiId deveIopmemt.New york، Mc-Graw HaI I book compauy.1978.
    7-Squier ،R..&Dunbar،F.EmotionaI factors in the course of pregnamcy.psychosom.Med.1946،8،PP.161-175.
    8-Ruepush،B.k.Anxicty.I n stevenson،H.w.(Ed.)،ChiId
    9- Zajouc،R.B.Birth orderamd IuteIIigenceumberby the Dozen.psychoIoyy Tody،1975،8،PP.37-43 psychoIogg(2nd Yearbook of the NationaI society for the study of Edncation).Chicago،University of chicag press،1963،PP.460-516.

  5. #5

    25 - 09 - 2005
    837

    الله يعطيج العافيه

  6. #6

    27 - 09 - 2005
    5,341

    بارك الله فيج الغالية
    {{ }}

  7. #7

    25 - 09 - 2005
    6,133

    الله يغافيج اختي فطيم
    اشكرج عالطلة الحلوة يا الغلا

  8. #8

    25 - 09 - 2005
    6,133

    تسلمين اختي صدى حنيني

  1. :
    : 11
    : 2012-02-02, 19:19
  2. 5
    bellegirl :
    : 7
    : 2011-06-16, 00:38
  3. :
    : 1
    : 2010-03-18, 16:09
  4. (( ))
    optmistic_lady :
    : 2
    : 2009-04-10, 11:05
  5. :
    : 2
    : 2008-02-13, 16:19

- - - - - Dubai Tour -